مشكلات تدريس علم النحو 7

مشكلات تدريس علم النحو
(الطالب)
7

إهمال فوارق ما بين المركبات الملتبسة
ربما كان شعار طلاب علم النحو المجتهدين الانقطاع للمركبات الملتبسة حتى يتجلى ما بينها من فوارق، اطمئنانا إلى أن غيرها من المركبات قريبة التحليل حاصلة في الأكف بأيسر النظر. وشعار المقصرين عن شأو أولئك التسوية بين ما لا يستوي!
فعلى حين يستغرق أولئك المجتهدين التفريق في باب إعراب الفعل المضارع مثلا بين عبارة “من يجتهد ينجح” مرفوعة الفعلين في أسلوب الإخبار عن الاسم الموصول، وعبارة “من يجتهد ينجح” مجزومة الفعلين في أسلوب الشرط- لا يخطر الاجتهاد في تحصيل ذلك الفارق للمقصرين ببال!

إهمال جوامع ما بين التراكيب المختلفة
ولقد ينبغي ألا يقل في تقدير طلاب علم النحو المجتهدين، مقدار الانتباه إلى ما بين المركبات المختلفة من جوامع، عن مقدار الانتباه إلى ما بين المركبات الملتبسة من فوارق؛ فكلاهما صورة الآخر معكوسة، والضد من مقام ضده. فأما المقصرون فلا يحيدون عن سنة الغفلة التي تضيع الجوامع مثلما ضيعت الفوارق!
فعلى حين يستغرق أولئك المجتهدين الجمع في باب إعراب الفعل المضارع نفسه، بين جزم “تنجح” في عبارة “اجتهد تنجح”ØŒ وجزمه في عبارة “إن تجتهد تنجح”ØŒ من حيث يتشابه جواب الطلب وجواب الشرط في أسلوب المجازاة- يغفل المقصرون عن ذلك بما في رفعه من معنى الاطمئنان بأسلوب الحال إلى تحصيل النجاح!

إهمال حفظ الأمثلة المختلفة المتكاملة
والقواعد العلمية النحوية كلها في القرآن الكريم والنثر الشريف والشعر النفيس، وليس القرآن الكريم والنثر الشريف والشعر النفيس كلها في القواعد العلمية النحوية؛ فمن ثم ينبغي لطالب علم النحو أن يشتغل بحفظ الأمثلة الكلامية المطلقة المختلفة المتكاملة، ولاسيما بتحليل مفسري القرآن الكريم وشراح النثر الشريف ونقاد الشعر النفيس، المتحققين بحقيقة التحليل النحوي، أكثر مما يشتغل بحفظ القواعد العلمية النحوية المقيدة؛ فإنه إذا حان حين الأسئلة حارت عين القواعد، واهتدت عين الأمثلة!

Related posts

Leave a Comment